lundi 2 mai 2011

هل وصلنا لنهاية الرواية؟ / سهام فوزي

بعد الإعلان عن قتل أسامة بن لادن  يحق لنا أن نتساءل هل انتهي الفصل الأخير من رواية القاعدة والإرهاب أم أن قتله هو فصل جديد بأبطال غير معروفين لا يتمردون ولو حاليا على مؤلف الرواية؟
الإجابة على هذا السؤال تحتاج منا العودة إلى الوراء،إلى الربع الأخير من  القرن الماضي عندما تم الاستعانة بابن لادن والأفغان العرب كي يساعدوا الولايات المتحدة في حربها ضد الاتحاد السوفيتي، في هذا الوقت ساعدت الإدارة الأمريكية في تعظيم نفوذ ابن لادن وأتباعه فأمدتهم بالسلاح والمال ودعمتهم بالنفوذ وساهمت الميديا الغربية على تصويرهم بأنهم مجاهدين يدافعون عن قضية ومبدأ وحولتهم إلى أبطال فأصبحوا قدوة يحتذي بها العديد من الشباب في مناطق مختلفة من العالم ولم يتوقف أحد ليرى أن كانوا حقا أبطال أم أدوات غربية تستخدم في أطار ما يعرف بالحرب الباردة .
وانتهت الحرب في أفغانستان بالانسحاب السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية وتصدرها المشهد الدولي كقطب دولي أوحد مهيمن على الساحة الدولية لا يقبل بوجود من يعارضونه أو يخالفونه الرأي وهو ما لم يفهمه ابن لادن وتنظيم القاعدة ولم يقبلوا الحقيقة وأنهم لم يكونوا الفاعلين الأساسين في أفغانستان وغيرها من المناطق،ولكن القاعدة عادت وقدمت للولايات المتحدة الفرصة الذهبية لاحتلال العراق بأحداث سبتمبر 2001 والذي أعلنت القاعدة مسئوليتها عنه لتبدأ إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بإعلان حربها على الإرهاب وتبدأ في محاربة أحد أبرز حلفاءها وهو بن لادن وحركة طالبان وبعدها احتلال العراق والذي برر له بان العراق احد دول محور الشر التي ترعى الإرهاب وتتواجد بها القاعدة ولذلك يجب تحريره وإقامة نظام ديمقراطي وهو ما ثبت خطأه فيما بعد حيث أن القاعدة اشتد نشاطها بعد دخول الولايات المتحدة إلى العراق بل وتعاونت مع ميليشيات شيعية مواليه لإيران في إشعال فتنة طائفية تحولت فيما بعد لحرب طائفية سقط نتيجة لها عدد من أبناء العراق، وهذه الحرب التي أراها اكبر دليل على تقاطع المصالح الأمريكية الإيرانية وتعاونهما معا في ما يخص العراق وإبقاء حالة عدم الاستقرار فيه وذلك خدمة لمصالح الطرفين والتي تنبع من المقولة الشهيرة في عالم السياسة عدو عدوي صديقي
في كل ما سبق كان ابن لادن هو أداة أمريكية تحركها الولايات المتحدة كيفما تشاء وترغب ولكن لسبب أو لآخر قررت الولايات المتحدة إنهاء هذا الدور فبادرت في مطاردة ابن لادن ومحاولة اصطياده،قد يكون السبب أن ابن لادن قرر أن يخرج عن القواعد المرسومة له وتعاظم نفوذه وهذا غير مقبول في عرف الإدارة الأمريكية،وقد يكون السبب أن ابن لادن قد انتهى دوره وأصبح لزاما التخلص منه خاصة وهو يعرف الكثير الكثير من الأسرار أو نتيجة لأن ابن لادن أصبح عبئا على الإدارة الأمريكية التي تحاول ألان تجميل صورتها خاصة في العالم الإسلامي والعربي وتحاول أن تقدم نفسها على أنها الراعي الأساسي والأوحد لعلمية التحول الديمقراطي وقد يكون السبب مرتبطا بتوقيت انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من العراق في نهاية هذا العام
أسباب عديدة والنتيجة واضحة وهي الخلاص من أسامة بن لادن أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل ولذلك تم التخلص منه ولكن يبقى السؤال هل انتهت رواية القاعدة وكتب المؤلف النهاية أم أن للحكاية بقية ولكن بأبطال جدد يقومون بخدمة الأهداف الأمريكية وتبرير تدخلها،سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة ولكنني شخصيا أتوقع أن موت بن لادن هو نهاية فصل وبداية فصل جديد من الرواية،فالانسحاب الأمريكي من العراق مقرر أن يبدأ في شهر أب من هذا العام أي بعد ثلاثة أشهر وبالتالي فان مقتل زعيم تنظيم القاعدة سيؤدي بالتأكيد ردود فعل انتقامية من القاعدة أو التهديد بردود فعل انتقامية مما يستوجب معه رفع درجة الإجراءات الأمنية في عدد من دول العالم ومنها العراق وقد يخدم هذا القوات الأمريكية في العراق فتعلن عن تأجيل الانسحاب من العراق بحجة حماية الأمن والاستقرار خوفا من انتقام القاعدة والتابعين لها وهذا هو السبب الحقيقي في رأيي أن قتل ابن لادن تم في هذا التوقيت فلا يعقل أن الولايات المتحدة لم تكن تعرف بمكان تواجد ابن الا منذ فترة قصيرة، فمن المعروف أن مثل هذه العلميات تحتاج وقتا للدراسة والتخطيط ولا يمكن أن يتم في فترة أسبوع كما هو معلن
لننتظر فالأيام المقبلة ستحمل لنا الكثير ولكن مقتل أسامة بن لادن قد لا يعني انتهاء خطر القاعدة،فللأسف هناك العديد من المؤيدين والداعمين لهذا التنظيم والمؤمنين بأفكار ابن لادن والذين أعلنوا أنهم سيستمرون على هذا النهج ولن يتراجعوا عنه، ولكن السؤال الأخير هنا هل ستبقى القاعدة موحدة،أم سيحدث انشقاقات وتفكك التنظيم الأساسي لعدد من التنظيمات الفرعية أيضا لننتظر ونرى
............................

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire