lundi 2 mai 2011

تلاميذ البكالوريا متدمرون بسبب الإضرابات



يتلقى رجال التعليم هجوما وانتقادا من طرف تلاميذ البكالوريا على الخصوص بسبب الإضرابات المتوالية في قطاع التعليم التي تسببت في ضياع أزيد من نصف الزمن المدرسي السنوي بشكل يهدد بسنة بيضاء خصوصا وأن تلاميذ البكالوريا على أبواب الامتحانات. وتقاسم رجال التعليم مع اخشيشن ولطيفة العابدة الانتقادات من طرف هؤلاء التلاميذ فمن جهة يتهمون رجال التعليم بالاكثار من الإضرابات وطول فترة بعضها، واقترحوا لو يتم اللجوء إلى وسائل بديلة لاسماع صوتهم عوض هجرة الأقسام بشكل يضر بمستقبل التلاميذ في وقت يطالبون فيه باستقالة لطيفة العابدة واخشيشن عن القطاع بسبب عجزهم على توفير الحلول اللازمة لرجال التعليم من أجل ضمان استقرار المنظومة التربوية، كما حمل التلاميذ الوزارة ورجال التعليم مسؤولية غزو الدروس الخصوصية التي تكلف الأسر المغربية مبالغ مالية مهمة بشكل حول التعليم إلى تجارة " بزنيس ".
ولقد حطمت السنة الدراسية الحالية رقما قياسيا في الإضرابات في قطاع التعليم والتي واكبتها مجموعة من الاعتصامات أمام وزارة التعليم، كما أن بعض الفئات من رجال التعليم فضلوا المكوث لعدة أيام في الرباط وترك أقسامهم فارغة وذلك من أجل المطالبة بتسوية وضعيتهم، وغالبا ما تواجه وزارة التعليم مطالبهم بأذان صماء مما يزيد من استفحال الوضع.
يأتي هذا والامتحانات على الأبواب حيث من المنتظر أن يغادر تلاميذ المؤسسات الثانوية أقسامهم بعد أسبوع أو أسبوعين من أجل الاستعداد لامتحانات نهاية السنة الدراسية التي لا يأخد بعين الاعتبار معدها داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم أن نصف الزمن المدرسي ضاع للتلميذ الذي يدرس في المؤسسات التعليمية العمومية عكس مؤسسات التعليم الخصوصي التي لم تخض أي إضرابات خلال هذه السنة، وبالرغم من ذلك يتم برمجة نفس امتحانات البكالوريا للفئتين دون الأخذ بعين الاعتبارهذه الفوارق.
وفي أخر مسلسل هذه الإضرابات تخوض شغيلة التعليم منذ أمس الأربعاء واليوم الخميس ويومي 11 و 12 ماي إضرابا وطنيا بقطاع التعليم المدرسي وموظفي التعليم العالي مع وقفة احتجاجية نفدت أمس ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا للمطالبة بتلبية المطالب المعروضة على وزارة التربية الوطنية وعلى رأسها ترقية استثنائية للمستوفين لشروط الترقي منذ 2003 إلى الآن ، بما يضع حدا للاحتقان والتوتر الذي يعرفه القطاع، وإصلاح منظومة الترقي الحالية لتحريرها من حالة الاختناق والتدخل لإنقاذ الحوار القطاعي وتشكيل لجنة وزارية بمشاركة النقابات. وجاء هذا الإضراب الذي دعت إليه الجامعة الوطنية لموظفي التعليم (ا و ش م ) والنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش ) ، نتيجة ما أسمته في بيان لها صمت الوزارة الوصية وامتناعها لحد الآن عن تسوية القضايا التي التزمت بحلها مع تعطيل الحوار القطاعي، كما تسجل بقلق كبير هزالة الرد الحكومي على المطالب النقابية المشروعة للأسرة التعليمية. وتطالب النقابات التي دعت إلى هذا الإضراب إلى التعجيل بإنصاف كافة الفئات المتضررة بالقطاع المدرسي. والاستجابة لمطالب موظفي التعليم العالي العاملين بالجامعات والإدارة المركزية والأحياء الجامعية ومراكز البحث. وجاء في بيان هذه النقابات أنها تابعت باهتمام كبير مراحل الحوار الاجتماعي بين المركزيات والحكومة وكلها أمل في أن يكون مناسبة تتجاوب فيها الحكومة بشكل فعلي وجدي مع انتظارات الشغيلة المغربية لتحسين حقيقي لمستوى عيشها وفتح آفاق مستقبلية مطمئنة أمامها. كما انتظرت بترقب كبير منذ الإضراب الأخير في شهر مارس أن تعلن وزارة التربية الوطنية عن الحلول الفعلية لعدد من المشاكل والمطالب التعليمية كي تضع حدا للاحتقان المتصاعد لدى العديد من الفئات التعليمية.غير أن النقابات تسجل تسوية القضايا التي التزمت بحلها ... ومن جهة أخرى حددت حركة 20مارس التي أسسها رجال التعليم في بيان لها مجموعة من المطالب وعلى رأسها تحسين الوضعية المادية والمعنوية لكل نساء ورجال التعليم بتفعيل المذكرات الموجودة بهذا الشأن وإلغاء الترقية بالاختيار والامتحان المهني وتطبيق الترقية التلقائية باستيفاء عدد السنوات بالأثر الرجعي، والزيادة في الأجور لتتناسب مع غلاء الأسعاروالزيادة في التعويضات العائلية، والتعويض المادي والمعنوي للمدرسين بالمناطق القروية، وتجهيز المنطقة قبل تعيين أي أستاذ بها بالطريق والماء الصالح للشرب والكهرباء والمستوصف والسكن اللائق والربط بالهاتف والأنترنيت بهدف الرفع من مردودية رجل التعليم. واسترجاع كل مستحقات رجال التعليم الدكاترة والمجازين والعرضيين وغيرهم بالأثر الرجعي أو احتساب الأقدمية أو هما معا. والتعويض على حراسة الامتحانات وتوفير الأمن الفعلي لرجال التعليم لأداء هذه المهمة، والتعويض على الإرشاد التربوي مع مراعاة التفرغ أو نصف حصة؛وتقليص الفرق بين السلالم بشكل ملائم، والتعويض عن سنوات التكوين بالنسبة لكل رجال ونساء التعليم المستحقين والمستحقات.
يذكر أن الإضرابات التي شنتها النقابات التعليمية تسببت في ضياع ملايين ساعات التدريس بما يقدر بنصف الزمن المدرسي لحوالي ستة ملايين تلميذ بالمغرب، وقد خرج آلاف التلاميذ في العديد من المناطق المغربية في مسيرات احتجاجية للتعبير عن تخوفهم من سنة بيضاء. وقد شارك في هذه المسيرات العشرات من التلاميذ الذين وجدوا أنفسهم محرومين من متابعة فصولهم الدراسية نتيجة خوض أساتذتهم إضرابا وطنيا. وقد أفقدت الإضرابات المتتالية الامتحانات مصداقيتها لأنها تتسبب في ضياع نسبة مهمة من الحصص الدراسية المقررة من قبل الوزارة، وأصبح ضعف المستوى الدراسي يشكل هاجسا للآباء الذين لجأوا إلى دروس التقوية التي تكلف الأسر الكثير والتي أصبحت تقتطع الجزء المهم من مداخيل الأسر
النهار المغربية 2011/04/2

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire