vendredi 3 juin 2011

القصة الكاملة لألتهاب الأمعاء في أوربا... ما هي الـ E COLI .. وكيف الوقاية منها؟ / عامر هشام


لاحظ الأطباء في شمال أوربا وشمال ألمانيا بالذات أزديادا ملحوظا بعدد حالات الشكوى من الأسهال والمغص المعوي وخاصة بين الأناث وذلك في بداية شهر مايس الماضي.
وقد تم قبل أسبوعين فقط التأكد من أن جرثوم أي كولاي الذي يتموضع في امعاء الأنسان طبيعيا قد تحور جينيا وأكتسب جرثومية عالية سببت كل الأعراض المرضية التي أصابت كل أوربا بالهلع من مرض جديد-قديم. فما هو هذا الأي كولاي وما هو أفضل طريق للوقاية من أثاره؟
من المعروف ان أمعاء الأنسان أنما تحوي فيما تحويه جراثيم دقيقة تسكن طيات الأمعاء الدقيقة والغليظة مسالمة غير ضارة. وهذا الهدوء يتحول الى النقيض في حالات التسمم الغذائي، فيزداد عدد الجراثيم وتبدأ أفرازات السموم داخل الدم مسببة أعراض الأسهال والمغص المعوي.
وقد تستمر فترة حضانة الجرثوم لمدة ثمانية أيام، وهي الفترة الفاصلة بين تناول الطعام الملوث وظهور أعراض المرض. ولم يشذ الجرثوم الجديد عن هذه القاعدة ولكن المزعج هذه المرة أن الجرثوم أكتسب شراسة سمية أكثر مما هو معروف عنه.
وتقول التقارير العلمية الواردة من منظمة الصحة العالمية أن جرثوم الأي كولاي الجديد أصبح أكثر ألتصاقا بجدار الأمعاء وفارزا غزيرا للسموم التي تصيب الأوعية الدموية والأعصاب عند المصابين أحيانا فتسبب الأسهال الدموي وعجز الكلى المصاحب له. بل أن هناك من المصابين من ظهرت عليه علامات الصرع دلالة لأصابة الجهاز العصبي.
وكما هو متوقع فجرثوم الأي كولاي ينتقل عن طريق الطعام الذي يتناوله الأنسان. وقد عرف عن البيض مثلا أنه مصدر لجرثوم الكولاي، ولكن الأمر أختلف هذه المرة أيضا.
فقد ذكرت التحاليل المختبرية أن الخضروات وخاصة منها ما يدخل في عمل السلاطات كانت هي السبب المباشر في حدوث التسمم الغذائي بالجرثوم القديم- الجديد. وعلى ذلك تمت التوصية بتنظيف جيد لما نأكله من خضار بل وحتى فاكهة.. فمن صفات هذا الجرثوم أنه يلتصق بثمرة الخيار مثلا ألتصاقا لا مفر منه، ولا يكفي معه الغسل بالماء وحسب.
أن الطفرات الوراثية في تركيبات الجراثيم وأنواعها وأجناسها يجعل من الصعوبة بمكان علاج الألتهابات أو الأخماج الناشئة عنها ولذلك تبقى الوقاية خير من العلاج في كل الأحوال. أن أهمية ما حصل ويحصل في أوربا هذه الأيام في موضوعة التسمم بجرثوم الأي كولاي أنما يمكن أعتباره التحذير-الفرصة للمراكز الصحية في العالم من خطر الطفرة الوراثية الجرثومية التي قد ينتج عنها نوعا من الجراثيم ذات سمية عالية لا تنفع معها المضادات الحياتية المعروفة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire