jeudi 21 avril 2011

النساء المثيرات جنسيا .. كائنات لا انسانية (1) / مهند حبيب السماوي



mohaned_semawوجدت دراسة جديدة، واحسبها مثيرة ومُزعجة للنساء اللواتي يعتمدن على أجسادهن في طريقة التعامل مع الآخرين، كتبها مجموعة من علماء النفس في جامعة برنستون،
الواقعة في ولاية نيو جيرسي الأمريكية، أن دماغ الرجال يرفض، وفقا لجهازه العصبي، إسباغ صفة الإنسانية على النساء التي ترتدي ما يثير الغرائز الجنسية لدى الآخرين .
وقد جاءت هذه الدراسة متوافقة مع دراسات وأبحاث أخرى تتعلق بموضوع  المرأة المتشيئة (objectified women) التي تعتمد على مفاتنها الخارجية واثارتها الجنسية" طبعا" والتي تتحول من كائن أنساني مرهف الى موضوع أو مادة متجردة من المشاعر والأحاسيس، كما تؤكد ذلك نظرية التشييء الذي تحدثا عنها بالتفصيل السيدة بربارا فردركسون من جامعة ميشغان والسيد وتومي ان روبرت من كلية كولرادو في بحث طويل عنوانه " نظرية التشييء... نحو فهم تجربة المرأة المعاشة ومخاطر الصحة العقلية "، ربما نقوم بترجمته في وقت لاحق.
في هذه النظرية يلقي المؤلفان الضوء على النتائج المترتبة على المرأة في هذه الحضارة  الغربية التي " تُجسم جنسياً جسد المرأة" على حد وصف المؤلفان. وبالتالي تتحدد شخصية هذه المرأة ووجودها من خلال جسدها فتنحل إلى شيء مادي مُستلب يخضع للتسليع ولقوانين البيع والشراء التجارية، بحيث يكون محاصرا بعالم البايلوجيا والمادة
 مع انه، وكما يؤكد المؤلفان، جسد المرأة يعيش في سياق حضاري واجتماعي وعقلاني وعاطفي وأنساني.
ففي التشييء الجنسي للمرأة نجد العبودية في أبشع صورها وأحط مستوياتها، إذ تكون  المرأة نفسها بلا هوية حقيقية، حيث الأخيرة لا تتحدد في بعدها الجسمي أو في تمظهراتها الخارجية وفقا لطرح الفيلسوف مونيي، وعندما تفقد المرأة لهويتها فإنها سوف لا يكون لها  هدف وغاية من وجودها.
فمصير المرأة، وفقا لنظرية التشييء الجنسية، هي الضياع وسط صحراء شاسعة من اللامعنى، وحينها ستصبح تائهة عن نفسها متنازلة عن عقلها وفاقدة لاستقلاليتها وفردانيتها، محاصرة بأصفاد الجسد الذي يلتهمها يوما بعد يوم وسط نسيان أو تناسي صارخ لطبيعتها الحقيقية التي أضحت وسيلة وأداة بينما هي، وللطبيعة العقلية التي توجد لدى الإنسان على حد تعبير عمانوئيل كانط، غاية في ذاته.
الدراسات التي تحدثت عن موضوع الإثارة الجنسية لجسد المرأة، وهي جزء من مضمونات نظرية التشييء، توصلت إلى استنتاجات تكاد تكون مفاجئة للمرأة والرجل على حد سواء فيما يتعلق بهذه المرأة من ناحية طبيعتها وسلوكها الإنساني وربطها، كما توصل باحثو  جامعة بادوفو في ايطاليا، بالحيوانات ! والسياقات المتبعة في عملها ومدى ثقة الآخرين بها بل وحتى التعاطف الذي يبديه الآخرين رجالاً ونساءاً معها اذا ما تعرضت الى موقف تكون فيها في حالة مؤسفة.

يتبع تفصيلات هذه البحوث في الاجزاء الأخرى من الدراسة

 مهند حبيب السماوي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire