dimanche 17 avril 2011

ليبيا بين اللاعب والملعوب...! / مراد الصوادقي

النفط دستور وقانون .. والكرسي الذي يسقي نفطا هو الحرية والديمقراطية والحياة والمصلحة وهو الذي يبدو جميلا ورائعا في وسائل الإعلام لأنه يستطيع أن يمنح الآخرين من عائدات النفط الوفير.
حكاية قديمة جديدة ...بعيدة وقريبة.
الكراسي رموزها والقهر عنوانها وسلب إرادة الشعوب وكرامتهم دستورها.
وما يجري وسيجري في ليبيا يتحرك وفقا لذلك المنهاج المتوارث والمؤثر في بدن العقود الحامية الجاثمة على صدر الأجيال المتعاقبة. والتي ترفع سوط الخوف والرعب والتعذيب والخطف والإعتقال والتنكيل والقتل والتهجير ومصادرة الحقوق لأي فرد لا يذعن للكرسي المقيّد بالنفط.
وليبيا دولة نفطية ولا يمكن للكراسي أن تتغير فيها بسهولة ، ولا بد من لعبة لكي تتأمن المصالح ويؤخذ النفط ويكون من ملك الآخرين.
فالنار لها ثمن والحرب باهضة الثمن.
ولهذا كان الذي كان ، وسيكون ما هو مقرر في كراريس الخفايا ودفاتر الغرف السرية لإدارة شؤون الكرة الأرضية. وهكذا رأينا كيف أن كراسي النظام قد تحولت إلى كراسي تقود الجماهير الثائرة، وكيف ذهبت إلى هنا وهناك بذرائع شتى، وما هي إلا تفاعلات مبرمجة وسياسات معقدة، من أجل تأكيد حالة جديدة ذات قدرات إمتصاص اليقظة ومحاصرة النهضة وتأسيس قاعدة فوضوية تتمكن من الإضرار بالثورة العربية في كل مكان.
وهي من الأساليب المتطورة في الخداع والتضليل والإجهاز على الشعوب حيث يبدو الطامع فيها بريئا، والجاني هو الفاعل فيها منذ عقود وهو الذي قرر أن يقوم بدوره الجديد، الذي يتلخص بعقيدة "الحياة للكرسي والموت للشعب" و " الحياة للكرسي وخذوا النفط" و " سعيد مَن إكتفى بغيره".
وبناءً على هذه الآليات المستترة، فأن الحال الليبي سيكون كما هو ولكن ليس هو.
فالإستبداد والنفط حالتان متلازمتان، ولا يمكن للديمقراطية أن تكون في أرض فيها نفط.
فكيف يتم اللعب على هذه القاعدة والحفاظ عليها بصيغة أخرى.
كيف يتم الإدعاء بالحرية والديمقراطية وبالنفط معا.
لا بد من صيغة جديدة ومذهب سياسي جديد، ومن ديمقراطية النفط.
ديمقراطية الطائفية والمذهبية والأعمال الدموية والعشائرية والقبيلة والإرهاب والمواد الفتاكة بالبشر. والحرمان من الكهرباء والماء الصالح للشرب والرعاية الصحية.
ديمقراطية الفساد وبناء السجون والمعتقلات والأسوار، وإنشاء الحمايات الخاصة والقوات الأمنية المتأهبة لحماية الكراسي من الشعب. والقمع الخلاق والإثراء الفاحش التواق، والإمعان في إفقار الناس وقهرهم وتهجيرهم وقتلهم وخطفهم.
ديمقراطية الخوف والقلق والرعب وفقدان الشعور بالأمان.
إن النفط يحتاج إلى ديمقراطية الشك والظن بالسوء، وسيادة النفس الأمارة بالأسوأ. وبهذه الديمقراطية سيعيش النفط ويعاني الشعب.
وهذا ما سيتم تحقيقه في ليبيا التي صار الشعب فيها يسفك دمه ويدمر مدنه ويقاتل بعضه.
د-مراد الصوادقي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire