dimanche 10 avril 2011

جمعة الرحيل / هديل الأحمد ألعبيدي

هديل الاحمد العبيدي   
hadel_alobaydiوطن ليس ككل الأوطان اسمه يتردد صداه في كل عصر وزمان انه موطن الحضارات وموطن من علموا الإنسانية معنى الحضارة وكيف تربت فيه وترعرعت آلاف العقول العظيمة من صناع الحضارة ومعلموا البشرية.
كيف لا وهو موطن الأنبياء والأولياء وتربته التي مزجت معها حناء من دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم قرابين لهذا الوطن الذي يزداد شموخا يوما بعد يوم . وهذا الشعب الذي بأطيافه هز عروش الطغاة  وزلزل الأرض تحت أقدامهم  فجعلهم عبرة لمن اعتبر ورماهم غير آسف عليهم في مزبلة التاريخ وآخر عقد لهم سقوط الصنم . الصنم الذي عاث في الأرض فسادا متسلطا على رقاب العباد فكانت هذه الملحمة التي لاتقل شئنا عن ملحمة كلكامش وملحمة جدنا الحسين (ع ) سبط الرسول وقرة عين الزهراء البتول .ملحمة بدأت معها حياة جديدة تليق بهذا الخلف من ذاك السلف . وأشرقت شمس الحرية من جديد ليبدأ عهد جديد عهد الحرية عهد الديمقراطية و كانت هذه الولادة الجديدة ولادة العراق ولادة شعب ولادة امة .وبدت لأول وهلة هكذا  ولاكن سرعان ما بدأت الآمال تتسرب والأحلام تصبح كوابيس .فألان بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على سقوط الصنم  أخذت المسيرة بالتراجع فالعراقيين كانوا يأملون أنهم سيتسابقون لبناء هذا الوطن بيتهم الكبير ليجعلوه واحة خضراء.أصبحوا مهمشين كأنهم ليسوا أبنائه وبدأت طموحاتهم وأحلامهم تضرب في عرض الحائط .فبدأت النظرات الشخصية والحزبية الضيقة وأصبح كل من هب ودب من السراق والجهلة يريد أن يقود هذا البلد وهناك مشكلة أخرى فلقد أصبح الملايين من شبابه الطموحين الحالمين ببنائه أصبحوا جيشا من العاطلين عن العمل مع أن غالبيتهم يحملون شهادات دراسية يحلم بها شباب في دول أخرى .وبدل ان يساهموا في هذه الحياة  أصبحت عبئا عليهم فصبروا حتى مل الصبر منهم .فبدؤوا ثورة على واقعهم المرير واختاروا يوما مميزا ليس ككل الأيام .يوم الجمعة  عيد المسلمين .الذي بات يقض مضجع كل الطواغيت وتحول إلى يوم شقاء   لهؤلاء .وأصبح كل يوم جمعة له اسما آخر كجمعة الأمل وجمعة الوفاء وجمعة الشهداء أو الصمود  الخ .... من الجمعاة التي لا تنتهي ولن تنتهي ما دام هذا الشعب ينبض بالحياة.ففي كل جمعة يخرجون يسابقون خيوط الشمس في الوصول إلى ملتقى ثورتهم وملتقى أمالهم أنها اسم على مسمى ساحة التحرير مرددين شعارات تحمل طموحاتهم وتمثل آلامهم ومعاناتهم فهل يستجاب لهم أم ستأتي جمعة النهاية جمعة الرحيل اصبروا لنرى ........

هديل الأحمد ألعبيدي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire