شخصية الطفل شيء لم يولد معه / سراب سعدي

الأطفال سلوكهم وألفاظهم خارجة عن المألوف تواجه اليوم مجتمعاتنا أمرا خطيرا يجدر الإشارة له. ويتمثل هذا الأمر في كيفية تربية الأبناء بالشكل السليم وخاصة ما نراه اليوم من تدهور في هذه التربية فنجد إن الأطفال يتحدثون بأشياء أكبر من أعمارهم أو يتصرفون وفقاً لسلوكيات غير مقبولة ومرفوضة من قبل المجتمع، فالأبناء هم البذرة التي تنبت في هذه الحياة وهذه البذرة أذا لم ترعى جيداً ربما نفقدها أو قد يصيبها الأذى، وقد نسمع كثيراً وفي أزمان متفاوتة عن عقوق الأبناء لإبائهم فلماذا يحدث ذلك؟ ولعل في الدرجة الأولى لأسباب حدوث ذلك هو عدم كفاءة الإباء والأمهات  في أدارة أو تربية الأبناء أو أجيال المستقبل . فالتنشئة الصحيحة مبنية على أساس الثوابت الأخلاقية هي التي تحدد مدى أن تكون التربية ناجحة أو غير ذلك، أن ما تمر به الطفولة أمر مرير ناتج عن التربية غير الصحيحة للأطفال. فالأطفال اليوم أفعالهم أكبر من أعمارهم أما ألفاظهم وسلوكهم فهي خارجة عن المألوف الذي تتمتع به الطفولة فماذا يجب أن نفعل في مثل هذه الحالات، وخاصة فأن هذه الحالات تظهر في حالات التفكك الأٌسري أو العنف الأسري كما يسمى فالإجابة عن ذلك تكون .. على الأب وإلام أن يتصرفان وفق قواعد ومعاير أخلاقية لأن الأطفال دائما يحاولون تقليد الكبار أو الإباء على وجه التحديد وأن أفضل هذه المعاير هي التربية الإسلامية الصحيحة.وقد دلت الدراسات الكثيرة في هذا الصدد على أن الأطفال يكتسبون تصرفاتهم وفقا لما يشاهدونه أو وفقاً لما يدور حولهم فتتكون لديهم قناعات وهذه القناعات تكون حسب تلك المشاهدة سواء كانت هذه المشاهدة سلبية أو أجابية، وهناك شيء أخر يؤثر على الأطفال وتصرفاتهم وهو التطور الذي أصاب العالم من خلال التطور في وسائل الاتكنلوجيا وكذلك التطور في الإعلام ودور التلفاز في خلق القناعة التي  ذكرتها مسبقا وأثره البالغ في ذلك وأما عن شخصية الطفل المستقبلية فهي تعتمد أيضا على تصرف الإباء فالتصرف السليم للإباء هو الذي يخلق بدوره شخصية الطفل ومدى قدرته على تحمل أعباء الحياة، فشخصية الطفل هي ليست شيء ولده معه أو جاء من الفراغ لأنه الشخصية تنمو حسب نشئت الطفل والبيئة التي يعيش فيها، أذن فالإباء هم المسئولون عن تهيئة البيئة الخصبة التي من شئنها أخراج نبتة صالحة في هذا المجتمع تساهم في بناء المستقبل. سراب سعدي