dimanche 17 avril 2011

إلى الجحيم حضرة الزعماء وفخامة الرؤساء اللامحترمين / سلمى بالحاج مبروك

salma_belhajmabrokإلى الجحيم حضرة الزعماء وفخامة الرؤساء وطواغيت الزمان ... إلى الجحيم يا من أدمنتم تدخين أفيون الديكتاتورية حد الهلوسة يا من تزرعون في حاضر أرضنا ومستقبلنا خشخاشكم الملون بالحقد
يا من مكثتم فوق رقابنا تحيكون من وجوهكم البالية والكالحة مثل الصحراء ثوب شقائنا . كم أنتم فجون ووقحون حضرة اللامحترمين كم أنتم مفلسون رغم أنكم قضيتم عمركم تكتدحون أناء الليل وأثناء النهار في ممارسة اللصوصية وسرقة أموالنا ومقدرات الوطن
أيها المترهلون من فرط الجلوس على كراسي النهب والدموع والدماء أيها الدجالون المشعوذون كم أفنيتم العمر وأنتم تتاجرون بأرواحنا وتولولون جيئة وذهابا بشعارات القومية والعروبة في سوق عهركم السوداء
يا خفافيش الظلام وأعداء حرية الإنسان إن موتكم حتمي أمام زلزال الساعة " الشعبية المباغته" وإن ليل قهركم الطويل سينجلي رغم ما تذرفون من عبارات التماسيح الملونة بمفردات الرياء
 وجوهكم محطة قطار مزدحمة تعج بوعود كاذبة ملت الانتظار كلما نظرنا فيها تذكرنا بالقفار وبكل مآسينا وسوء المآل وكيف كنتم ترشفون على مهل السنين العجاف أعمارنا وتمتهنون كرامة أحرارنا
إلى الجحيم كلكم بلا استثناء فقد كفرنا بسياستكم الجاهلة وجهلكم السياسي وفقدنا إيماننا السياسي بكم ولم نعد تغرينا ألوهيتكم الزائفة وصارت أفكاركم موضة بالية الأسمال ونضبت أنهار عبقريتكم الشيطانية المتآمرة على كرامتنا المذبوحة أمام زبد عروشكم الخاوية إلى الجحيم ألف مرة إلى الجحيم.
 فلن نكون بعد اليوم مجرد ألعوبة تنتصب في متحف وصايتكم التاريخي وقد بلغ سخطنا الثوري مداه . فلن نصمت بعد اليوم ولن نستكين ...
و من منبر الوجع سنعلن نهاية التاريخ الزعماتي وانهيار الإيديولوجيا الزعامتية وتفكك منظومة الإرهاب المؤسساتي
 سنعلن في لحظة تاريخية عن بداية عصر الجماهير المغردة خارج سرب وثن الزعيم
أفهموا وعوا  يا حضرة الزعماء المزعومين أيها المروضون الساديون الخائبون إن ديانة كره الزعماء والرؤساء بدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم لتكذب أسطورة عشق الإنسان العربي للزعيم الأوحد . و كل ما نحتاجه الآن هو أن نتطهر من أفيون ديكتاتورياتكم وأن نعلن بمصدح الحرية أنه فات زمانكم ولم يعد لديكم ما تقولونه لنا لسبب وحيد أنكم لم تعد خطاباتكم الجوفاء تقنع حتى المجانين فما بالك بالعقلاء وكيف لكم أن تقنعوننا  ولم نراكم تبدعون إلا في ابتكار الموت والإبادة الجماعية وتشييد السجون وكأنكم تريدون أن تثبتوا للعالم أن في داخل كل جنس حاكم عربي يرقد مجرم بشري ومارد عدواني مستعد أن يبيد شعبه في حالة من الهذيان التدميري...فإلى الجحيم حضرة الزعماء اللامحترمين....
إن المكان الوحيد الذي يليق بكم حفظا لماء وجوهكم إن كانت لكم وجوها أصلا هو أن تجلسوا على كرسي التقاعد عن هذه الحياة لأنها لم تعد تناسب طموحاتكم المريضة  وقد بتم ضجرين مثل سياساتكم الفاشلة ووجوهكم الصفراء الشاحبة كالموت التي أصابتها توعكات أفكاركم العليلة فلا حاجة لنا بزعاماتكم الوهمية وقد كشفت لنا عن كثافة انفعالاتها المرضية فلستم قدوتنا كما تزعمون وتتوهمون .
لأن الشعوب صارت قدوة لبعضها البعض وتلد أبطالها من رحم المعاناة وضجيج ملاحمها وتصنع مصيرها بنكهة الغضب والثورة تلهم الثورة فتذكي روحها وتنقل جذوتها كشعلة أولمبية من بلد إلى بلد دون أن يخمد وهجها البراق نقول لكم من عمق الفجر الذهبي ودون وجل أو خجل ..." حضرة
فخامة الزعماء اللامحترمين إلى الجحيم كلكم أنتم وسياساستكم وإيديولوجياتكم البائسة وفقركم الأخلاقي المدقع ومؤامراتكم الدنيئة لقد أرغمتمونا لنصف قرن على شرب كأس سم  سياستكم الواهنة مثلكم وأقنعتمونا بأن نعشق دكتاتوريتكم إبان شبابها وأن نقيم مع استبدادكم قصة عشق رومانسية الأحداث وقد آن لهذه القصة الوهمية أن تنتهي وإلى الأبد
 والآن لن نرضى بغير دين الثورة ولن نتعطر إلا بعطرها المتوهج. أيها الفاشيون الدمويون إن حريتكم هي الجريمة الكبرى ولن نطمئن حتى نرى ما صنعت أيدي حريتكم المجرمة تكبل أرواحكم الشريرة
و ليتكم تعلمون كم يبهجنا رؤية سفينة ديكتاتوريتكم التي أرعبتنا على امتداد عقود بظلمها وبطشها وهي تتحطم على أمواج صوت الشعب الهائج وتغرق في فوهة بركان غضبه وتبتلعها محيطات إرادته أللتي لا تقهر
حتما ستكون نهايتكم حدثا تاريخيا حزينا بالنسبة لكم ولكنها ستكون بداية الفرح والخلاص لنا فإلى الجحيم حضرة الزعماء وفخامة الرؤساء اللامحترمين

التوقيع الكاتبة التونسية سلمى بالحاج مبروك

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire