dimanche 10 avril 2011

الكرسي الحزين...! / مراد الصواقي

الكراسي خائبة حزينة برغم توحشها وإنفلات رغباتها وسعيها الشره نحو ما تريده وتتواصل في جمعه وامتلاكه من حقوق الآخرين وثرواتهم.
الكراسي العربية خصوصا تعيش في رعب وخوف وعدم ثقة بالشعب، وبسبب هذه المشاعر السلبية فأنها تحيط نفسها بأسوار سميكة عالية، وتمعن في عزلتها، وإنقطاعها عن الواقع، والإنحسار في قصورها الرئاسية الملكية العاجية التي تخطف منها المشاعر الإنسانية وتخرجها من طين البشرية وتوهمها أنها تعيش فوق الغيوم، فلا تدوس بأقدامها فوق التراب.
والكراسي مصابة باضطراب التوحد والتوحش والإنحسار في أعماق الذات المحشوة بالأوهام والتصورات السلبية الفوقية المحرفة.
يبدو ذلك عندما نتابع تصريحات الرؤساء العرب الذين يتساقطون والذين لا زالوا يترنحون، فتجد أنهم يتحدثون بأسلوب لا يمت إلى الواقع بصلة، وتعرف فورا أنهم في حالة إنقطاع أليم عن الأحداث والوقائع.
رأينا ذلك عند الرئيس التونسي السابق الذي أذهلته اليقظة وأعياه الفهم . وعند الرئيس المصري السابق الذي تمادى في سرابية الرؤية والتصور حتى وجد نفسه في حالة لا يمكنه فيها إلا التنحي والمغادرة.
ونرى اليوم هذه التصرفات عند الرئيس الليبي الذي إنقطع تماما وقرر أن القوة هي عقيدته الخضراء، وأدرك أنه كان يجب عليه أن يكتبها بالدم.
ومما يؤكد إنقطاعه أنه إختار اللون الأخضر لكتابه وعقيدته ولم يجد ويجتهد لإشاعة اللون الأخضر فوق الأرض، ويحارب الصحراء ويبتكر الوسائل المعاصرة للإستثمار بها وتغيير واقع الحياة.
وهذا واضح ساطع في سلوك الرئيس اليمني الذي تكلم بلغة الحوار والتنازل عن السلطة وبأنه يريد نقلها بآليات دستورية سلمية، وبأنه لن يرشح للرئاسة مرة أخر. وطرح أفكارا إصلاحية للتغيير والتسامح، لكن الواضح أن ما يقوم به ويقوله في تناقض وصراع، وأن آليات التفاعل ما بين الكرسي والمجتمع مفقودة تماما. فحتى لو أن الجالس على الكرسي يعبر عن إرادة الجماهير لكنه عاجز عن إبتكار قدرات التواصل معها.
فالأزمة كما يبدو تكمن أساسا في آليات وأساليب التفاعل ما بين الكرسي والمجتمع.
فالعجب كل العجب أن جميع الكراسي قد صمتت وإنذهلت من التظاهرات وما استجابت لها إلا بعد أن سفكت الدماء وقتلت الناس.
وبعد أن وجدت أساليبها القديمة قد عجزت، وأنها أمام حالة جديدة، لكنها غير قادرة على التواصل معها، فقد إعتادت الكراسي على المديح ومظاهرات التأييد والطاعة وقول نعم، ونفديك ونبارك كل ما تقوم به وتقوله.
الكراسي صفعتها التظاهرات، فأصابها شلل ورعب شديد، فقدت توازنها وما أدركت وسائل التفاعل مع الجماهير.
ولهذا ما رأينا كرسيا واحدا نزل إلى الميادين وتحاور مع الناس في أول يوم إنطلاق المظاهرات، بل قبع في كرسيه، وأعطى أوامره لرجال الأمن والشرطة والجيش للفتك بالمتظاهرين، وراح يتهم القوى الخارجية والمعادية في التسبب بما يحصل، لأنه إمام عادل وكل شيء يجري في بلاده على ما يرام وفقا لأفكاره وآليات إستبداده وطغيانه المشين.
وما دامت الكراسي في خشية فأنها لا تعرف المرونة لكنها سهلة الكسر والإحتراق.
فتظاهروا وتظاهروا فالفجر يسعى إلى السطوع.
د-مراد الصوادقي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire