mercredi 20 avril 2011

زنكه والعلوج نهاية واحدة / جمال الخرسان


في جميع المؤتمرات الصحفية التي كان يقيمها وزير الصحافة والاعلام محمد سعيد الصحاف اثناء حرب الخليج الثالثة كان يصر بطريقة عجيبة غريبة على تكرار مفردة (العلوج)
 بما في ذلك المؤتمر الصحفي الاخير الذي اقامه في الهواء الطلق وسط بغداد ويمكن من خلاله مشاهدة اعمدة الدخان تتصاعد من هنا وهناك وكذلك دبابات الامريكان تتجه لاسقاط التمثال.
كانت العلوج هي العلامة البارزة في جميع اطلالات الصحاف .. وكلما تقدم الجيش الامريكي ازدادت سخرية الصحاف بالعلوج حتى اصبح الرجل سخرية لجميع الشعوب العربية وتندر الاعلام العربي كثيرا بتلك المفردة الشهيرة  لمدة ليست قصيرة بعد رحيل صدام.
القصة ذاتها تكاد تتكرر مع مفردة اخرى من شمال افريقيا ( زنكه زنكه ) والتي كان عرابها للرأي العام ملك ملوك افريقيا معمر القذافي! تغنى بها البعض وتندر بها البعض الاخر لكنها رغم ذلك لازالت محتفظة باثارتها كلما مرت على مسمع احد.

مفردة العلوج لها اصل في اللغة منذ زمن الخلافة الراشدة وسئل عنها الصحاف فيما بعد فاوضح معناها لمن لم يسمع بها لكن مفردة (زنكه) بقيت رهينة التفسيرات المتعددة فمنهم من قال: انها تعني الزقاق الضيق ومنهم من قال: انها تعني بيوت الصفيح والاكواخ ومنهم من ذكر غير ذلك، لكن مالاخلاف عليه ان من قدم المفردتين للرأي العام بهذا الشكل هما مدرستان تشبهان بعضهما كثيرا في طريقة التعامل مع المحيط الذي تعيشان فيه. انها بيئة واحدة لخطاب يتنفر كثيرا من مبدأ الحرية والمساواة. هكذا عهدناهم قد يختلفون فيما بينهم بنسب متفاوتة من حيث سقف الخطاب المتهور او حجم النرجسية الكامنة فيهم والتي تعبّر عن نفسها بين الحين والاخر منذ ان تسلموا السلطة.. لكن الزعماء العرب جميعا يشبهون بعضهم جدا في الكثير من المزايا السلبية التي يتميزون بها عن غيرهم من حكام العالم. ليس فقط في الفترات الزمنية القياسية التي يقضونها في السلطة ولا في ظاهرة التوريث، التهديد والوعيد، استخدام الدروع البشرية، خطاب التخوين وتصفية المنافسين من الخصوم والاصدقاء بل اضافة الى ذلك وغيره فانهم وبنرجسيتهم المعهودة لايعتبرون انفسهم الا صمام امان لحفظ البلاد والعباد ما ان يرحلوا حتى يحترق الاخضر واليابس.  يهددون بصعود القاعدة والاسلاميين وبحصول الحرب الاهلية. جميعهم اعلنوا ذلك عبر وسائل الاعلام قالها حسني مبارك، بن علي، علي عبد الله صالح، معمر القذافي، ملك البحرين، وقبلهم كان يؤكدها كبيرهم الذي علمهم السحر صدام حسين.

في نهاية المطاف انتصر العلوج وانهزمت زنكه زنكه فيما يتعالى القذافي على الواقع ويكذب للمرة الالف كما كذب صدام قبل ذلك وادعى ان مغول العصر قد انتحروا على اسوار بغداد! انتهى صدام الى حفرة بائسة، فيما توسل الصحاف للامريكان كثيرا من اجل ملاذ آمن. واجزم ان القذافي سوف يؤول الى نهاية غاية في الاذلال لان زنكه لاتختلف كثيرا عن العلوج!

جمال الخرسان 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire