dimanche 17 avril 2011

قراءة في كتاب: الانضباط بالقسم وسلطة المدرس / محمد الأشهب


تقديم: تعد العلاقة بين المدرس والتلميذ إحدى العلاقات التي استأثرت باهتمام البحث التربوي في بعديه النظري والميداني وذلك بهدف رصد العوامل التي تساهم في إحداث الارتباك
في هذه العلاقة والتي من شأنها أن تؤثر على عملية التدريس في فضاء القسم.
والباحث التربوي ب. ريي في عمله القيم " الانضباط بالقسم وسلطة المدرس " توقف عند تشخيص هذه العلاقة من خلال تناوله للعوامل المتعلقة بالخصائص المميزة لوضعية التدريس، والعوامل النفسية والاجتماعية التي من شأنها أن تقدم لنا صورة واضحة وتشخيصا علميا لما يجري في هذه العلاقة. كما رصد من جانب آخر إمكانيات تدخل المدرس في الجو العلائقي للقسم. ولضمان هذه الإمكانيات تطرق الباحث لمجمل النصائح التي يجب أن يتصف بها المدرس والطرق التي يجب عليه اتباعها حتى يفرض نفسه كسلطة مشروعة في القسم ومعترف بها من لدن التلاميذ دون ممارسة الإكراه على أحد.
إن القارئ لهذا العمل التربوي يلفت انتباه منذ البداية عنوان الكتاب نفسه الذي يتضمن مفهومين ليس لهما صيت طيب و هما : الانضباط والسلطة.
إن كلا منهما يحيل إلى الإكراه والضغط والاستبداد والسيطرة... إلخ، لكن الباحث Rey في عمله التربوي ارتأى أن يقلب المعادلة مبينا الاختلاف الجذري القائم بينهما، مدافعا عن فكرة أن كلاهما ضروري للآخر حتى يصبح التعلم في الأقسام التربوية تعلما ديمقراطيا. فالانضباط المفروض في سلوك التلميذ بالقسم وحضور سلطة المدرس في هذا الفضاء شرطان أساسيان لتحقيق الأهداف التربوية وعلى رأسها التحصيل الجيد من لدن التلاميذ للمعارف المقدمة، واستحضار هذان الشرطان في النظام التربوي الحديث لا يقلل من دمقرطة الفضاء التربوي.

1- إشكالية العمل وأطروحته.
ينطلق الباحث من التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء اللانضباط في صفوف التلاميذ بالقسم، إذ يتساءل هل هي أسباب داخلية مرتبطة بغياب سلطة المدرس وعدم قدرته على تنظيم فضاء القسم أم تعود إلى عوامل نفسية واجتماعية خارجية مرتبطة بالتلميذ ؟ .
إذ كانت بعض الاتجاهات التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية تعتير الانضباط في سلوك التلاميذ راجع إلى تنظيم العمل داخل القسم من لدن المدرس أي أنه  كلما كان قادرا على تنظيم فضاء القسم بشكل جيد إلا واستطاع إثارة انتباه التلاميذ وفرض احترامه وسلطته عليهم. ومثل هذه الاتجاهات التربوية لا تعير الاهتمام إذن للعوامل النفسية والاجتماعية التي من شأنها أن تؤثر على العلاقة بين التلميذ والمدرس.
مقابل هذه الأطروحة يقترح ريي رأيا ينطلق فيه من نظرة تفاؤلية يدعو فيها إلى ضرورة الابتعاد عن فكرة أن الأطفال المراهقين سيؤون ووقحاء، وأغبياء بالطبيعة، كما أنه ليس من الطبيعي أن نقول أنهم أخيارا أيضا. وعلى هذا الأساس يدعو ريي إلى الانطلاق من دراسة العلاقة بين المدرس والتلميذ انطلاقا من نوع المعرفة التي تقدم له هذا دون إهمال دور المدرس في العملية التربوية من جهة، والعوامل النفسية والاجتماعية من جهة أخرى.
إن مفتاح مقاربة العلاقة بين المدرس والتلميذ بالنسبة لريي هو تناول نوع المعرفة التي يتلقاها التلميذ. فبالنسبة له من الوهم التفكير في ضمان الأمن والنظام والانضباط في فضاء القسم قبل الولوج إلى المعرفة savoir، فإذا كانت هذه الأخيرة هي سلطة تمكننا من أن نصبح سادة على الطبيعة والوجود والمجتمع، فإن التلميذ نفسه لن ينضبط بالقسم إلا في الوقت الذي يعرف قيمة المعرفة التي يتلقاها، وأنها بالفعل وسيلة تمكنه من فهم العالم المحيط به وتحقيق له الهيمنة عليه. فالتلميذ في الوقت الذي يدرك بأن ما يتلقاه من معارف سيجعله كفؤا، فإنه  سينظر إلى العملية التربوية برمتها بنوع من الاحترام والتقدير وسيخضع للقواعد المنظمة للقسم بمحض إرادته، بهذه الطريقة يمكننا إذن أن نلقن له قواعد الانضباط.
فما هي إذن أهم القواعد التي يجب أن يتعلمها التلميذ ؟ وهل هي عوامل تعني التلميذ وحده دون المدرس ؟ وما هي العوامل النفسية والاجتماعية التي يجب على المدرس أن يراعيها في علاقته بالتلميذ ؟ وكيف يمكنه فرض سلطته بالقسم دون ممارسة أي ضغط أو إكراه ؟

2- وضعية التدريس
توجد العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في وضعية اللانضباط بالقسم. العامل الأول والأساسي الذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار يتعلق بوضعية التدريس نفسها. فالعلاقة بين المدرس والتلميذ لها خصائص متميزة تميزها عن باقي العلاقات الأخرى. هذه الخصائص يمكن أن تساهم في جعل التلميذ يخرج عن جادة الصواب ويصبح غير منضبط في حالة ما إذا لم يحسن المدرس توظيف هذه الخصائص. فاللانضباط بالقسم ليس قدرا محتوما، أي ليست وضعية التدريس هي التي تخلق هذه الحالة، وإنما هي نتاج لنوع العلاقة التي يؤسسها المدرس مع التلاميذ. ومن أهم الأشياء التي يجب أن ينتبه لها المدرس في وضعية التدريس لخصها ريي في العناصر التالية :
+ تذكير التلاميذ وبشكل دائم بأن المهم ليس هو إرضاء المدرس، بل الأهم هو استيعاب المعرفة وتملكها.
+ ليس المطلوب من المدرس البحث عن الطرق التي تجعل التلاميذ يحبونه، بل البحث عن الوسائل التي تجعلهم يستوعبون المعارف المقدمة إليهم.
+المهم في المعرفة ليس هو تقديم كم هائل من المعلومات، بل بالأحرى تمرينهم على اكتساب مهارات وكفاءات. وزرع إرادة الفهم لديهم وتعليمهم.نسبية المعرفة، وأن هذه الأخيرة ليست مرتبطة بمكانة الشخص الناطق بها، وإنما لها منطق يحكمها يجب علينا استيعابه.
بالإضافة إلى هذه العناصر يتقرح الباحث ريي مجموعة من الصفات والخصائص التي يجب على المدرس أن يتحلى بها حتى يثير انتباه التلميذ .
إن المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه سلوك المدرس هو أن يجعل جسده (النظرة- الكلام- الحركة) في خدمة تواصل حقيقي بينه وبين التلميذ. فالمدرس مطالب بأن يوجه نظرته في تجاه الجميع، لكي يحس كل واحد بأنه معني بالتواصل.
كما أنه مطالب بأن لا ينسى النظر إلى التلاميذ الذين يجلسون في الأماكن المتأخرة، وأن لا يهتم فقط بعدد معين من  التلاميذ الذين يجلسون بالقرب منه، لأن من شأن ذلك أن يخلق نوعا من الإحساس بالنقص والإهمال لدى الآخرين.
ولتحقيق تلك النظرة الشاملة في فضاء القسم يستحسن أن لا يظل المدرس ثابتا في مكانه، بل مطلوب منه أن يتحرك في فضاء القسم كله.
على مستوى الكلام يجب على المدرس أن لا يتكلم بصوت مرتفع، بل من الأفضل أن يتكلم بشكل بطيء ويمفصل لغته حتى يتسنى للتلاميذ استيعاب ما يقوله. وأن يغير من مستوى الصوت، وأن لا يقرأ مباشرة من ورقة الدروس.

3- وضعيات العمل
بالإضافة إلى هذه الخصائص والمميزات السالفة الذكر يقدم الباحث التربوي ريي مجموعة من النصائح والآليات المتعلقة بطريقة العمل في فضاء القسم، لأن من شأن ذلك أن يخرج التلميذ من وضعية الرتابة ويساهم في انضباطه. والمدرس بحكم مركزيته في العملية مطالب بدوره بأن يتصرف بناء على مجموعة من القواعد، حسب كل وضعية من وضعيات العمل والتي قسمها ريي إلى ثلاث وضعيات :
* العمل الجماعي.
* العمل الفردي.
* العمل في إطار مجموعات صغيرة.

*- في الوضعية الأولى من المفروض على المدرس أن يخاطب كل أفراد المجموعة من أجل تقديم تفسيرات أو تبادل الأفكار مع التلاميذ وهي وضعية موجهة  المبدأ التالي :
إن تبادل المعارف والتفسيرات مع التلاميذ يجب أن يكون بشكل جماعي، فالمدرس مطالب بتفادي المناقشات الخاصة مع أحد التلاميذ و هذا المبدأ تتفرع عنه العناصر التالية:
   أن لا يأخذ المدرس بعين الاعتبار ما يقوله أحد التلاميذ إلا إذا طلب الكلمة وأخذها، ليتعلم قواعد المناقشة.
   المدرس إذا طرح سؤالا المطلوب فيه أن يطرحه على جميع تلاميذ الفصل قبل أن يعين التلميذ الذي سيجيب عنه.
   إرجاع جواب التلميذ إلى حكم زملائه لنفسه ونقده إذا كان ممكنا في أفق خلق جو من النقاش الأفقي في فضاء الفصل بين التلاميذ.
   المطلوب من المدرس الابتعاد عن التلميذ الذي يتكلم لكي يتكلم مع مجموع أفراد الفصل وليس فقط مع المدرس.
   التماس المدرس من التلاميذ الذي لا يتدخلون بأن يقوموا بمحاولات للمساهمة في المناقشة حتى يتسنى له الاندماج في المجموعة، وفي الآن نفسه يجب عليه أن يحيل إلى تدخلات أولائك الذين يتدخلون باستمرار وينوه بها.

*- العمل الفردي .
بإمكان المدرس أن يشغل التلميذ بشكل فردي في لحظة من لحظات بناء الدرس. في هذه الوضعية المبدأ الأساسي الذي يجب أن يحرص عليه المدرس هو أن يشغل الكل، ولإنجاح هذه الوضعية المطلوب من المدرس أن :
- يقدم قبل بداية العمل مجموعة من النصائح والتعليمات الدقيقة، لكن بشكل مختصر.
- الإعلان عن الوقت المخصص لإنجاز العمل المطلوب.
- مساعدة أولائك الذين لم يشرعوا في إنجاز المهمة  المطلوبة وذلك لإشراكهم
وتعدوهم على هذا النوع من العمل بدل استغلالهم الفرصة والحديث مع باقي
التلاميذ.
- التأهب لمراقبة عمل التلاميذ الذين انتهوا من إنجاز أعماله مثل زملائهم.

* العمل في إطار مجموعات صغيرة :
- المبدأ الموجه :
مراعاة المدرس لضرورة التعاون بين أعضاء المجموعة وذلك  لخدمة  كل واحد منهم .
- المدرس وحده من يحدد أعضاء كل مجموعة.
- أن تكون المجموعات تتألف من 2 إلى خمسة تلاميذ.
- سيكون من المفيد أن يسبق العمل في مجموعات صغيرة، لحظة قصيرة من التأمل الفردية قبل الشر وع في العمل المقترح.
- كل مجموعة صغيرة ستقدم  نتائج عملها، لكل أفراد القسم عند الانتهاء من العمل.

4-  العوامل النفسية والاجتماعية للانضباط بالقسم
*- لا يجب اعتبار الأفعال الخارجة عن الانضباط هي إهانة من التلميذ للمدرس، فهذه الأفعال يمكن أن تكون لها أسباب لا علاقة لها بشخص المدرس إطلاقا.
*- لا يجب أن نبحث عن الوسائل لجعل التلاميذ يحبوننا، بل المطلوب البحث عن الوسائل التي تمكننا من جعلهم يستوعبون الدرس.
*- لا يجب على التلاميذ أن يخضعوا لنا، بل يجب عليهم أن يخضعوا للمعرفة. إن الأمر لا يتعلق بالخضوع بالمعنى المتداول، وإنما بالفهم الذهني Compréhension intellectuelle

*- المطلوب توضيح القواعد و المعايير التي على أساسها يقوم المدرس عمل التلاميذ، حتى لا يحسوا بأنهم يخضعون في تقويمهم لمزاج المدرس وعقوبته.
*- المطلوب تفادي المطابقة بين التلميذ والحماقات التي يرتكبها، لأن المتهم بالدرجة الأولى هو الفعل وليس شخص التلميذ.
*- في حالة استمرار الشغب واللانضباط  بالقسم يستحسن فتح مناقشة جماعية لكي يعبر الجميع عن وجهة نظره دون اتهام أي مجموعة بأنها هي المسؤولة عن الوضع، ويستحسن أن ينصب النقاش من جديد حول القواعد التي يجب احترامها في فضاء القسم، هذا النقاش يمكن أن يسفر عن اتفاق من جديد عن قواعد قد تحضى بالاحترام الجميع.
*- المطلوب تفادي أطروحة اللانضباط المدرسي بوصفه قدرا يرتبط بالوسط الاجتماعي المهمش الذي ينتمي إليه التلميذ. فهذه النظرة السطحية يجب تجاوزها، لأن العلاقات بين المدرس والتلميذ يمكن تطورها باستمرار  كما أنها خاضعة لتعديلات حسب شخصية المدرس نفسه وما يفيد هذه الفكرة هو وجود العديد من التلاميذ الذين ينتمون إلى وسط اجتماعي مهمش ولكنهم تلاميذ نجباء وجادون ومنضبطون في سلوكهم وعملهم.
- المطلوب من المدرس أن يقدم تعليمات واضحة ومباشرة للتلاميذ، فالمطالب المصاغة بشكل تلميحي أو على شكل اقتراحات تكمن خطورتها في عدم فهمها كما هي من لدن التلاميذ خاصة أولائك الأكثر بعدا عن المدرسة من الناحية الاجتماعية.
*- يحذر الباحث ريي من استعمال الدعابة والتهكم، خاصة مع التلاميذ الشباب : لأنه يمكن أن تؤول باعتبارها ترخيصا منه للتلاميذ للتلهي والضحك.
*- يجب دائما تحفيز التلاميذ وتوجيهم وزرع روح التفاؤل والطموح فيهم، عوض  تهميشهم واتهامهم بالغباء والكسل وبأنهم غير قادرين على استيعاب المعرفة المقدمة إليهم.
*- ليس من التربوي المطابقة بين المراهق وأفعاله، خاصة إذا كانت تلك الأفعال مرفوضة.
*- المطلوب تقدير التلاميذ وذلك بالانطلاق من فرضية أن أخطائهم وعدم استيعابهم وكسلهم، وسلوكاتهم المضطربة لها معنى معين يجب تحليلها في إطار سياق ما. كمالا يجب الاعتقاد  أن آباء الأوساط الشعبية لا يهتمون بتمدرس أطفالهم.

5- سلطة المدرس
بخصوص العلاقة القائمة بين التلميذ والمدرس، يقترح الباحث Rey المحافظة على نوع من المسافة بين الطرفين معا، لأن الصداقة القوية مع التلاميذ تحتمل بعض المخاطر، لأنه في الوقت الذي يتصرف معهم المدرس كصديق قريب منهم يمكن أن يجعلهم يبخسوا الاقتضاءات الضرورية للمعارف كما أن المحافظة على هذه المسافة بين المدرس والتلميذ، تجعل المدرس يؤسس لحضوره في القسم بوصفه سلطة مشروعة . و لكي يكون للمدرس حض كبير في إقامة علاقة السلطة بينه وبين التلاميذ يجب عليه أن يتصرف معهم بوصفهم ذواتا وليس موضوعا.كما أنه مطالب بأن تكون له ردود أفعال تجاه الأحداث التي تجري أمامه في القسم وأن يحاول تقديم حلول ملائمة لما يحدث أمامه عوض أن يظل ثابتا وكأنه لم ير أي شيء حدث أمامه.و من بين الشروط الأخرى  التي تضمن للمدرس حضوره  بالقسم يقترح ريي العناصر التالية :
*- المدرس مطالب بأن تكون سلوكاته مرنة ومكيفة بشكل جيد، عوض أن يتصرف بشكل ميكانيكي، خاصة في حالات العقوبات التي يقدم عليها في حق التلاميذ.
*- أن يطلب المدرس من التلاميذ القيام بمهام وأعمال تبعا لإمكانياتهم، أي أن لا يطلب منهم أعمال بسيطة للغاية أو أعمال فوق طاقتهم.
*- أن تكون للمدرس سلطة، ليس معناه أن يمارس السيطرة أي السلطة في بعدها القمعي.
*- أن تكون لديه سلطة، معناه أن يتمكن في إخضاع التلميذ دون استعمال القوة أو الضغط، أي أن يتمكن من جعل التلميذ يخضع لسلطته بشكل إرادي ولإخضاع التلميذ بشكل إرادي يجب إذن أن يعتبروا أن الأوامر التي نعطيهم هي أوامر مشروعة .

*- كلما حاولنا الضغط على التلاميذ بالقوة لنجعلهم يقبلوا بالمعارف المقدمة لهم، إلا وكانت حظوظنا ضعيفة لجعل هذه المعارف مشروعة أمام أعينهم. فالمطلوب هو أن نكون ملحين عليهم لتقبل هذه المعارف، لكن في الآن نفسه أن نفصح لهم عن رغبتنا واستعدادنا في مساعدتهم عوض ممارسة الإكراه عليهم.

6- العلاقة بالقانون
تعتبر القواعد والقوانين المنظمة للعلاقة بين المدرس والتلميذ إحدى تجليات ممارسة السلطة. ولهذا فالعديد من المراهقين لديهم هذا الإحساس ويحاولون مرارا اختراق القواعد والقوانين المنظمة للقسم لأنهم ينظرون إليها كقرارات decisions تعسفية صادرة عن البالغين، وعلى أساس هذا التصور الذي يحمله المراهق تجاه القواعد والقوانين يجب على المدرس خاصة في السلك الثانوي الذي تحضر فيه هذه العينة من التلاميذ أن يبين لهم أن القواعد والقوانين هي مفيدة ومهمة للجميع وليست مجرد قرارات  أقامها البالغون لفائدتهم. ولتقريب هذه الفكرة للتلاميذ:
*- يجب تجنب إظهار أن القواعد لا تختلف من مدرس لآخر، حتى لا يتبين للتلميذ أنها قواعد متفق عليها بشكل مسبق من طرف المدرسين، والمراد تطبيقها على المراهقين.
*- في حالة نشوب صراع بين مدرس وتلميذ يستحسن المناداة على وسيط آخر يحل المشكل، ويستحسن أيضا تجنب أن يكون نفس الشخص البالغ هو نفسه الحاكم والمتهم.
*- على مستوى القسم والمؤسسة عموما يجب الإنصات لمطالب التلاميذ واحتجاجهم.
*- ضرورة تفادي  كل أشكال الإهانة والكلام التحقيري في حق التلاميذ وإظهار أن القواعد نفسها يمكن أن تحمهم هم أنفسهم.
*- تجنب فكرة العصمة عن البالغ، أي أن مجمل البالغين  لا يخترفون القواعد المفروضة على التلاميذ.

خاتمة
يبدو من خلال هذا العرض أن مسألة انضباط التلاميذ بالقسم تتداخل فيه مجموعة من العوامل النفسية و الاجتماعية المرتبطة بشخص التلميذ من جهة  و المدرس من جهة ثانية.
كما أن العامل الحاسم في انضباط التلاميذ يكمن في نوع المعرفة التي يتلقاها التلميذ.

محمد الأشهب :أستاذ بجامعة بن زهرأكادير
  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire